(سورة الكهف)
  وفيها دلالة على جواز نسيان النبي ÷، الا أنه لا يستمر فيما فيه حكم شرعي.
  وقد قال ÷: «انما أنسا لأسنّ» ويروى أنسا بضم الهمرة وفتحها.
  {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا} الآية.
  قيل الخضر، وقيل غيره.
  وكان الخضر نبيا على الأصح، والا لكان في تعلم النبي منه حطّ لمنزلته ولقوله: {مَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} الآيه والظاهر أنه الوحي، ولأن في أفعاله مالا يعلم ولا يقدم عليه الا بالوحي، وفي قول موسى {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا} أخذ بإذن الله تعالى حيث قرنة بالمشيئة.
  وفي قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ٧١} مبالغة في الانكار على وجه القسم.
  وفي قوله: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} اظهار المعذرة أنه صدر عن نسيان وقال أبي: هو من المعاريض في الكلام، والا فلم يكن منه نسيان.
  وقوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ٧٤} أبلغ ماقبله في الانكار، قيل لأن قتل النفس أعظم من تعييب السفينة، وعدم صبر موسى يدل على أن التصلب في أمر الله تعالي صار طبيعة بشرية.
  وقد أخذ من فعلهما آداب: -
  منها: أنه لا ينبغي للمتعلم الاستعجال بالسؤال على العالم والاعتراض فيما يراه مخالفا في الظاهر، وأن العالم يعامله بالصفح، والتسامح، حتى يكون المتعلم هو الذي يشرط على نفسه كما فعل موسى # في الثانية، وان المتعلم يكون شديد الحياء من المعلم حيث قال: في الثانية: فلا تصاحبني قد بلغت وأن