(سورة النور)
  المسيب وأحد قولى أصحاب ش: أنه يجوز للملوك نظر سيدته، وكان ابن جبير يقول بذلك، ثم رجع عنه، وقال: لا تغرنكم آية سورة النور فان المراد بها الاماء.
  {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ}: هم الذين يتبعون ليصيبوا من الطعام، ولا حاجة لهم الى النساء وطئا ولا لمسا ولا نظرا، وروى ذلك عن ابن عباس ومجاهد، وقتادة، فيكونون حينئذ بمنزلة القواعد من النساء.
  وفسره عكرمة بالمجبوب، وهو محمول على انقطاع الشهوة وروى في الكشاف عن ميسون بنت بحدل مع معاوية ما يعضد ذلك.
  {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} الظهور: المعرفة، فيكون المعنى: لا يعرفون العورة، ولا يميزون، الحسناء من الشوهاء، وهذا قول القاسم #.
  وقال م بالله: المراد القدرة على الجماع، والظهور بمعنى القدرة فيكون المراد بلوغ الصبى حدا يشتهى، ويشتهى ورجح في الروضة القول الأول.
  {لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} الآية فيكون النهى عن فعل ذلك لقصد الاعلام، وكذا يقاس عليه غيره كسائر الحركات واظهار الربح الطيب، وقد ورد في الحديث «طيب النساء ماظهر لونه وخفي ريحه».
  {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} الآيه.
  الأيمة: عدم النكاح، ويستعمل في الذكر، والأنثى، وفي الحديث «اللهم اني أعوذ بك من العيمة، والأيمة، والكزم، والقزم».
  والمراد شهوة اللبن والعطش، وشهوة الجماع، وسقوط الأسنان، وشهوة اللحم.
  وفي الآية أمر بالنكاح، وقد يكون واجبا، وقد يكون غير ذلك، واذا شغل عن النوافل ففيه خلاف.