شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الشعراء)

صفحة 271 - الجزء 1

  وعن أنس عنه ÷ «النفقة كلها في سبيل الله الا البناء فلا خير فيه».

  وقصته ÷ مع الأنصاري «الذي رأى مشرفته فأعرض عنه حتى هدمها، ثم قال: كل بناء وبال على صاحبه، الا مالا بد منه».

  ذكره في سنن أبي داود.

  ومر ÷ على ابن عمرو بن العاص وهو يطين حائطا فقال: ماهذا ياعبد الله، فقال: حائط أصلحه يارسول الله فقال «الأمر أيسر من ذلك» وغير ذلك من الأحاديث، والآثار.

  {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ٢٢٤} الآيه.

  قرن الشعر بالكهانة التي لم تحريمها في ضرورة الدين، وقد قال ÷ «من أتى كاهنا أو عرافا فقد كفر بما أنزل على محمد».

  وأما الشعر فقد قال ÷ «لان يمتلئ جوف أحدكم قبيحا خير له من أن يمتلئ شعرا» وكفى به رذيلة أن الله تعالى نزه نبيه منه فقال تعالى {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} وروى عن على أن ابليس قال يارب أن خرجتني من الجنة فأين بيتي؟ قال الحمام، قال: فأين مجلس؟ قال: السوق، قال: فما قرآني؟ قال الشعر.

  وهذا محمول على غير ما استثناه الله تعالى بقوله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}.

  وقد قال ÷ «ان من الشعر لحكمة» وجوازه على الجمل معلوم من ضرورة الدين، وفي الحديث عن عائشة ^ قالت: سألت رسول الله ÷ عن الشعر فقال: «هو كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح».

  {يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ٢٢٦} الآية.