في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

اضطراب بلاد اليمن لنبأ وفاته # المفزع

صفحة 138 - الجزء 1

  شَيئاً يَسِيراً للاحْتِفاظِ برَائحَتِها، ونَرْجُو اللهَ سبْحَانه ألَّا يحْرِمَنا روائِحَ الجنَّةِ، حُرِّرَ ٧ شهر رمضان ١٤٠٨ هـ، ثماني وأربعمائة وألف، مجدالدّين بن محمد غفر الله لهما. فَإنْ أتَى أَمْرُ اللهِ سُبْحَانَهُ وهو مَوْجُودٌ فُرِّغَ في الكَفَنِ إنْ عُرِفَ هذا وإلَّا فَلا حَرَجَ. انتهى.

اضطراب بلاد اليمن لنبأ وفاته # المفزع

  وفَوْرَ شُيُوعِ نَبَأِ وَفَاتِهِ اضْطَرَبَتْ بِلادُ اليَمَنِ لهذا النَّبَأِ الْمُفْزِع، والخَطْبِ الْمُفْجِع، وتَقَاطَرَتْ قَوَافِلُ الْمُصَلِّينَ والْمُعَزِّينَ من أَنْحَاءِ اليَمَنِ ومِنْ خَارِجِهِ للصَّلاةِ عليه يوم الأربعاء السابع من شهر رمضان، بجَامِعِ جَدِّه إمَامِ اليَمَنِ الْمَيْمُونِ الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # بمَدِينَةِ صعدة، وامْتَلأَ الجَامِعُ وسَاحَاتُهُ وجَمِيعُ شَوَارِعِ المدِينَةِ ذلك اليوم في مَنْظَرٍ جَنَائِزيٍّ مَهِيبٍ، وَلِعَدَمِ تمكّن أَغْلَبِ الوَافِدِينَ من الصلاة عليه لِشِدَّة الزِّحَامِ وامْتِلاء السَّاحَاتِ نُقِلَ جُثْمَانُه الطَّاهِرُ بمَشَقَّةٍ بَالِغَةٍ إلى مَقْبَرَةِ صعدة الكبرى، وهُنَاكَ صَلَّت الجُمُوعُ عليه صَلاةَ الجَنَازَةِ، وبَقِيَتْ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لم تَسْتَطِع الصَّلاةَ عَلَيْهِ، ثم نُقِلَ بعدَها إلى مَسْجِدِهِ بمدينة ضحيان حيث صُلِّيَ عليه مَرَّاتٍ أُخْرَى هناك ممن لم يَسْتَطِعْ الصَّلاة عليه سَابِقاً، وكانَ خُرُوجُ جُثْمَانِهِ الطَّاهِرِ من مَنْزِلِهِ عند الزوال، ولم نَتَمَكّنْ من مُوَارَاتِهِ الثَّرَى إلَّا مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ من شِدَّة الزِّحام.

  وَقُبِرَ في مَسْجِدِهِ المعروف بضحيان، وَقَبْرُهُ هُنَاكَ مَشْهُورٌ مَزُورٌ.