في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

بجهاده واجتهاده # نعش الله المذهب الحق

صفحة 47 - الجزء 1

  الْمُتَبَالِغِ في جَمِيعِ أَنْوَاعِها، مع ما هو عليه من الغَايَةِ والنِّهايَةِ في فَضَائِلِ التَّقْوَى والوَرَع والزَّهادَةِ والعِبَادَةِ والكَرَم والشَّجَاعة، والهمَّةِ العَالِيَةِ التي لا تَقِفُ في وَجْهِهَا الحَوَاجزُ والْعَقَبَاتُ، ولا تَقْوى على رَدِّها الجِبَالُ الرَّاسِياتُ حتى آخر أيّامه رحمة الله عليه وبركاته، وعلى الجُمْلَةِ فهو سَلامُ اللهِ عليه في عَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ قَرِينُ زَيْدِ بنِ علي والقاسم والهادي والناصر والمنصور.

  وغيرُ خَافٍ ما تعرَّضَ له المذهبُ الزّيدي وحَمَلَتُهُ وأَئِمَّتُهُ منذ قُبَيْلِ غِيَابِ سُلْطَان الأئِمَّةِ وإلى اليوم من المحاولات الجاهدة لِطَمْسِهِ، وقد أدْرَكَ المصنِّفُ # ذلك فَوَقَفَ في وَجْهِ تلك المحاوَلاتِ وُقُوفَ الجبالِ الرَّواسي وأَظْهَرَ ذِكْرَ أهل البيت $ ونادى بِفَضْلِهِمْ وإِحْياءِ آثارِهم والانْتِصَارِ لأوَّلهم وآخرِهِم.

  ومَوْضُوعُ هذا الكِتَابُ هو وَاحِدٌ من أَعْمالِه في هذا المجال، وصَدَقَ رَسُولُ الله ÷: «إنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ يُكَادُ بها الإسْلامُ وَلِياً مِنْ أهْلِ بَيْتِي .... إلخ».

بجهاده واجتهاده # نعش الله المذهب الحق

  فبجهادِهِ واجْتِهادِهِ # نَعَشَ الله المذهَبَ الحقَّ، وأَحْيا ذِكْرَ أهْلِهِ وأشْيَاعِهِ وأتْبَاعِهِ على رَغْمِ الأعْدَاءِ المبْطِلِينَ، وعلى رَغْمِ مَكْرِهم الْمَاكِرِ، وسَعْيِهم الجادّ المتواصل الذي لا يَنِي ولا يَفْتُرُ.

  ومما سَاعَدَهُ على ذلك جَلالَةُ شَخْصِيّتِهِ، وما هو عليه من الْمَهَابَةِ والفَخَامَةِ، بالإضَافَةِ إلى شُيُوعِ ذِكْرِهِ، وظُهُورِ فَضْلِهِ عندَ القَرِيبِ