في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

بجهاده واجتهاده # نعش الله المذهب الحق

صفحة 48 - الجزء 1

  والبَعِيدِ والصغير والكَبِيرِ، فلم يَجْرُؤْ لذلك أحَدٌ على الوقُوفِ في طَرِيقِه، حتى في بلادِ الحرَمَيْنِ الشَّريفين - فإنَّه رحمة الله عليه - كان يَنْشُرُ هناكَ ذِكْرَ أهل البيت $ وذِكْرَ مَذْهَبِهِمْ، بل إنَّهُ كانَ يَقْرَأُ على النَّاسِ في كُتُبِهِ في المسجِدِ النَّبويّ والناس محلقون عليه يَسْتَمِعُون.

  ومن أَعْمَالِهِ التي أَحْيا بها ذِكْرَ أئمَّة أهْلِ البيت $ أنَّه كانَ يُكْثِرُ الترَدُّدَ على زِيارَةِ مَشَاهِدِ الأَئِمَّةِ والْعُلَمَاءِ، ويصْطَحِبُ في تردُّدِهِ الكَثِيرَ من النَّاسِ، ويَذْكُرُ فضْلَ زِيارَةِ الأئمَّةِ، فلمَّا رَأَتْهُ الزّيدِيَّةُ يُكْثِرُ ذلك صَنَعُوا مِثْلَهُ - لما لهم فيه من الأُسْوَةِ الحَسَنَةِ - فعَرَفُوا بسببِ ذلكَ أئمَّةَ أهل البيت $ وعلماءَهُم المشْهُورِينَ، فانْتَعَشَ بذلكَ ذِكْرُ الأَئِمَّةِ واشْتَهَرَ أمْرُهم في هَذا الْعَصْرِ.

  وهو # الذي اكتشَفَ مَشْهَدَ الإمَامِ القَاسِم بنِ إبْرَاهيم # بعد أنْ كَانَ خَفِيّاً لا يُعْرَفُ مَكَانُهُ بالتّحْدِيدِ، وقد بَذَلَ في سَبِيلِ ذلك جُهْداً كبيراً لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ تُقَارِبُ الأَرْبَعِينَ عَاماً إلى أنْ يَسَّرَ الله تعالى على يَدَيْهِ إِظْهَارَ ذلك المقَامِ، وفي أوَّلِ مَرَّة وَصَلَ إلى مَقَامِ الإمام القَاسِم بن إبراهيم # كانَتْ الأَضْرِحَةُ على القُبُورِ لا زَالَتْ مَوْجُودَةً، والقُبُورُ مَرْفُوعَةً مَبْنِيَّةً مَعْلُومَةً بِأَضْرِحَتِها، والْمَقْبَرَةُ على حَالها دُونَ تَغْييرٍ كَما كانَتْ عليه مُنْذُ مِئَاتِ السنين، فَقَطْ كان عَلَيْها شَبْكٌ مُحِيطٌ بها، وعِنْدَ زِيَارَةِ ذلك الْمَقَامِ بعد مُدَّةٍ كانَتْ الأَضْرِحَةُ قد أُزِيلَتْ، والْمَقْبَرَةُ قَدْ سُوِّرَتْ، وأَصْبَحَتْ على مَا هِيَ عَلَيْهِ اليَوْمَ.

  ومن جَلِيلِِ أَعْمَالِهِ فَتْحُ بابِ الإرْشادِ وفَتْحُ مَدَارِسِهِ، ونجحَ في