بجهاده واجتهاده # نعش الله المذهب الحق
  هذا الْمَشْرُوعِ نَجَاحاً كَبِيراً، ولا زالَ ذلكَ البَابُ مَفْتُوحاً إلى اليوْمِ.
  ومن أَعْمَالِهِ في ذلكَ المجالِ طَبْعُ كُتُبِ أهل البيت $ ونَشْرُها بعد تَحْقِيقِهَا والْمُبَالَغَةِ في تَصْحِيحِها، ومن آثارِهِ في هذا المجالِ مكتبة أَهْلِ البَيْتِ $، ومديرها ولده العلامة إبراهيم بن مجدالدين حفظه الله، وقد صَدَرَ عنها طِباعَة الكثير من كتب أهل البيت $ وشِيعَتِهم ¤.
  وأَخِيراً فَمُصَنِّفُ هذا الكتاب هو الإمَامُ الْمُجَدِّد للدِّين، الصَّادِعُ بحَقَائِقِ الحقِّ المبين، الذي انْتَشَلَ الحقَّ من مَهْوَاةِ التَّلَفِ، وانْتَزَعَهُ من مخَالِبِ ذوي البَغْيِ والسَّرَفِ، وأعادَ له حُلَّتَهُ البهيَّةَ، وزَيَّنَهُ بِزِينَتِهِ القُدْسِيَّةِ، فجزاهُ الله عن أهْلِ نِحْلِتِهِ ما يَرْضَى من جزيلِ العطَايا والدَّرَجاتِ، وأَسْبَغَ عليه الرَّحمة والرِّضْوان، وأَحَلَّهُ في أَعْلَى غُرَفِ الجنَانِ، وأَلْحَقَهُ بأَحْبابِهِ وأوْلِيائِهِ الذينَ جَهَدَ على إِعْلاء ذِكْرِهم، ونَشْرِ فَضْلِهم، وأَنْفَقَ عُمُرَهُ في الانْتِصَارِ لهم، والدِّفاعِ عنهم، وإِظْهَارِ حَقِّهم ودِينِهم، وشَغَلَ لِسانَهُ بالثَّناءِ عليهم، واشْتَغَلَ قَلْبُهُ بالشوْقِ إليهم، والتّتَبُّعِ لآثارِهم، والوَلَهِ لِذِكْرِهم، والحُزْنِ لمصائِبِهِم، والولاءِ لأوْلِيائهم، والعداء لأَعْدَائِهم.
  وحقيقٌ بكلِّ مُنْتَسِبٍ إلى جَمَاعَةِ الزَّيديَّة أن يكون على مَعْرِفَةٍ بأئمَّتِهِ الذين يَنْتَسِبُ في دينه إليهم، فإنَّ مَعْرِفَتَهُمْ من تَمامِ معرفة الرَّسول ÷ لأنَّهم خُلَفاؤُه الذين حَمَلُوا دِينَهُ الحقَّ، وبلَّغوه إلى الخَلْقِ، وجاهَدُوا في ذلك حقّ الجهاد.