في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن

صفحة 73 - الجزء 1

  من أشعاره وأقواله رضوان الله عليه.

  وهو مصداق قوله ÷: «إن بني هاشم وبني المطلب لم يفترقوا في جاهلية ولا إسلام»، أو كما قال.

  والإمام أحمد ألَّفَ في مناقب أمير المؤمنين # المناقب المشهورة.

  فالأئمة الأربعة وسائر الأبرار من علماء الأمة أعْرَفُ النّاس بحقِّ أهل بيت نبيِّهم، وما يجب لهم من المودّة والنصرة على إحياء الكتاب والسنة، وإماتة البدع المضلّة.

  وإنَّما صَنَعَ الْفُرْقَةَ كما ذكرتُ لكم الملوكُ والرؤساءُ، وساعَدَهم على ذلك علماءُ السوء. وبحمد الله تعالى وفضله لم يتمكَّنوا من طَمَّ منارهم، وطَمْسِ أنوارهم، وكيف والرسول ÷ يقول في الخبر الذي اتَّفقت علماء الأمة على روايته وهو: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي»، وهو بلفظ الكتاب والعترة مُجْمَعٌ على روايته.

  وقد أخرجه أحمد⁣(⁣١)، ومسلمٌ في صحيحه⁣(⁣٢)، وعبد بن حميد⁣(⁣٣) بلفظ: «أُذَكِّرُكُم اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ثلاثًا.

  ولقد حاول بعضُ المعاندين معارضةَ هذا الخبر الشريف بما


(١) مسند أحمد (٤/ ٤٤٨)، رقم (١٩٢٨٥)، عن زيد بن أرقم.

(٢) صحيح مسلم (٤/ ١٤٩٢)، رقم (٢٤٠٨)، ط: (دار ابن حزم).

(٣) المنتخب من مسند عبد بن حُميد (١/ ١١٤)، رقم (٢٦٥)، ط: (عالم الكتب - مكتبة النهضة العربية).