مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  رُوي مُرْسَلاً في الموطأ(١)، وفي المستدرك(٢) من طريق واحدة عن أبي هريرة بلفظ «وسنتي»، مع أنه في المستدرك نفسه أخرجه بلفظ «وعترتي»، من ثلاث طرق(٣).
  وليس في ذلك معارضة على فرض ثبوت هذه الرواية الشاذّة التي صار بعض المنحرفين لا يروي هذا الخبرَ إلَّا بلفظها، فالكتاب والسنة مصدرهما واحد، ومؤدّاهما واحد، ولذا اكتفى بذكر الكتاب والعترة في الخبر المتواتر الذي رواه نيف وعشرون صحابيًّا، فكيف يُعْرِضُونَ عنه، ويَطَّرِحُونَهُ حسدًا من عند أنفسهم، {أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا ٥٤}[النساء: ٥٤].
  وَفِي تَعَبٍ مَنْ يَحْسُدُ الشَّمْسَ نُورَهَا ... وَيَجْهَدُ أَنْ يَأَتي لَهَا بِضَرِيبِ(٤)
  ومما قاله إمام المركز الشلبي عافاه الله تعالى: من المراد بآله؟ أليسوا أمته؟ بهذا أو معناه.
(١) الموطأ (٤/ ٢٨٠)، رقم (١٧٧٣)، ط: (مجموعة الفرقان).
(٢) مستدرك الحاكم النيسابوري (١/ ١٧١)، رقم (٣١٨)، وص (١٧٢)، رقم (٣١٩).
(٣) انظر الطريق الأُولى في المستدرك (٣/ ١١٨)، رقم (٤٥٧٦)، والثانية (٣/ ١١٨)، رقم (٤٥٧٧)، والثالثة (٣/ ١٦٠)، رقم (٤٧١١)، وقال الذهبي في الرواية الأَخيرة: «على شرط البخاري ومسلم».
(٤) لأبي الطيب المتنبي كما في ديوانه (١/ ١١٨)، (بشرح البرقوقي).