آفات البصر
  العلاج سهل وبسيط، لا يحتاج إلى أموال وعُملات صعبة، ولكن يحتاج إلى تقوى وإيمان وإرادة وعزيمة نافذة.
  لنذهب جميعاً إلى الطبيب الماهر الحكيم، لنذهب إلى طبيب القلوب ودوائها، نبينا محمد ÷، ونشرح له كل ما بنا من أمراض، ونأخذ إرشاداته ونطبقها بجميع مواصفاتها، وهنا نتعافى ونعيش في سعادة، ونلقى الله وهو راض عنا.
  وقبل الحديث عن هذه الأمراض بالتفصيل وكيفية علاجها، نتحدث عن القلب وأهميته، فمن المعلوم أن الله تعالى ركّب العقل في القلب وجعله عرضاً حالاًّ فيه، العقل الذي شرّف الله بواسطته الإنسان على غيره، فالعقل جمال الإنسان وكماله، وفخره وذخره في الدنيا والآخرة، العقل هو العالم بالله، والمؤمن بالله، والعامل لله؛ لأنه بالنسبة لبقية الأعضاء بمنزلة الرئيس والحاكم المطاع، وجميع الأعضاء بمنزلة الرعية الطائعة المنقادة، فالعقل مدار التكليف، وعليه ينبني الجزاء الدنيوي والأخروي.
  لقد تحدث القرآن الكريم عن القلب والعقل، وتحدث عن أصحاب الأفئدة والعقول، وخاطبهم وأمرهم ونهاهم، وخوّفهم ورغّبهم، يقول الله تعالى في سورة (الشمس): {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ١٠}، وقال تعالى في (سورة البقرة): {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٧}، وناداهم كثيراً وترجّاهم لعلهم (يفقهون) (يسمعون) (يعقلون) (يتذكرون) (يبصرون) ..
  ولقد أشاد الرسول ÷ بهذه المكانة للقلب وما بداخله، فقد روي عنه ÷ قوله: «من أخلص لله أربعين صباحاً يأكل الحلال، صائماً نهاره، قائماً ليله، أجرى الله سبحانه ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» ويقول ÷: «إنّ في جسد ابن آدم بضعة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».