فوائد البصر
الدرس الخامس عشر البصر (أهميته، وأخطاره)
  من جملة نعم الله على الإنسان نعمة خلق البصر، وخلق العينين، فلقد وضع الله تعالى هذا العضو في المكان المناسب، بحيث جعله في وسط اتجاهات الجسم، حتى تكون الرؤية لكل شيء سهلة.
  والبصر كغيره من الأعضاء سلاح ذو حدين، صالح للخير كما هو صالح للاستخدام في الشر، والإنسان هو المختار لأي الطريقين؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد عرَّضنا بالتكليف لمنافع الدنيا والأخرى، وحتى نقوم بالتكليف لا بد وأن نكون مختارين غير مجبرين.
  ولنعلم أن البصر من جملة الأعضاء التي يجب أن تعرض تصرفاتُه على القلب، والقلب يُحكم قيادته على الأعضاء يصدر الأحكام إما بالفعل وإما بالترك.
  والبصر يحتل مكانة هامة في نظر الإسلام، فلقد تحدثت الآيات القرآنية كثيراً عنه، قال الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ٨ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ٩ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ١٠}[البلد].
  وقال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء].
  وأما السنة النبوية الشريفة ففيها الكثير والكثير، قال رسول الله ÷: «النظر في كتاب الله عبادة، والنظر إلى بيت الله الحرام عبادة، والنظر في وجوه الوالدين إعظاماً لهما وإجلالاً لهما عبادة» وقال رسول الله ÷: «إذا أخذْت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلاَّ الجنة».
فوائد البصر
  العين إنما خلقت لك لتنظر بها إلى غرائب الحكمة، وعجائب الصنعة؛ لتفكر فتعلم، ثم تعمل فتطيع، فتجازى بالنعيم، والنظر كذلك جعله الله للإنسان