دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس السادس والعشرون في محراب الابتهال (2)

صفحة 189 - الجزء 1

الدرس السادس والعشرون في محراب الابتهال (٢)

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطاهرين ..

  ذكر الله تعالى وتحميده وتسبيحه سمة عظيمة من سمات الكمال والاتصال بذي العزة والجلال، فالله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب].

  ونحن نعلم آداب الدعاء، فما جاء من الذكر وهو مستكمل لمواصفات القبول كان أبلغ في أثره وتحصيل دوره، والمأثور من ذلك أفضل، ولنأتي بنماذج من الذكر المبارك، نسأل الله الكريم قبول دعائنا، واستجابة ندائنا، إنه مجيب لمن دعاه، ومستجيب لمن ناداه.

  فمن ذلك ما ذكره علامة الشيعة، وحواري آل الرسول ÷، الحافظ المتقن، والمعمر الأكبر في طاعة الخالق ø، وفي الذب عن السنة المطهرة، والذود عن الذرية المحمدية بكل ما أوتي من قوة، محمد بن منصور بن يزيد المرادي - رضي الله تعالى عنه - في كتابه (كتاب الذكر)⁣(⁣١): حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا قيصر بن زياد البجلي، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطاء المكي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن علي بن الحسين، قال:

  قال علي بن أبي طالب للحسين بن علي: يا بني إنه لابد أن تمضي مقادير الله ø وأحكامه وسينفذ الله قضاءه وقدره فيك وفيَّ على ما أحب، فعاهِدْني ألا تلفظْ بكلمة مما ألقي إليك وأسره إليك حتى أموت، ولا بعد ما أموت باثني عشر شهراً، يا بني أخبرك بخبر أصله من الله ø، تقوله غُدوة وعَشِيَّة


(١) كتاب الذكر: ١٨٣.