مقدمة
  
مقدمة
  الحمد لله رب العالمين، نستعينه ونستهديه، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:
  فإن الحياة مملوءة بالمتاعب والمنغِّصات، والإنسان يُهدر كثيراً من أوقاته، ويُهدر كثيراً من طاقاته فيما لا يعنيه ولا فائدة منه، وذلك بالطبع يقضي على المنحة التي أعطاها ربنا سبحانه وتعالى من العمر الفسيح، والكنز الربيح، والنصيب الموهوب، يقول الله تعالى في ذلك: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: ٧٧].
  ولقد جاء الأنبياء والرسل $ بهدف سامٍ، هو تزكية النفوس وتربيتها التربية المثالية، وإرشاد الإنسانية إلى سبل الخير والسعادة؛ فلذا عملوا على إعداد الفرد إعداداً إيمانياً كاملاً؛ لأنه كلما حسَّن علاقته بخالقه، وترسخ الإيمان بالغيب في نفسه، تحرر ذلك الإنسان من وطأة المادة التي طغت على النفوس، وحجبتها عن التطلع إلى ما يهمها.
  ومنذ الخليقة الأولى والإنسان تتجاذبه قوة المادة وقوة الإيمان، ويتنازعه دعاة الغواية ودعاة الهداية، وكان الأنبياء $ على رأس الدعاة إلى الإيمان والهداية، فقد جاؤوا لاكتشاف النفوس، وإعدادها إعداداً صحيحاً؛ لمواجهة شهوات الدنيا، ولتكون النفوس قادرة على التصرف بحكمة عند نزول الخطوب.
  فذكر الله سبحانه وتعالى واستشعار عظمته من أعظم وسائل القرب منه ... ذكر الله بجميع أنواعه هو الذي يغمر قلوبنا بالرضاء والسعادة، وهو الذي يربطنا باتصال مباشر مع بارئنا سبحانه وتعالى.