دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

آفات البصر

صفحة 116 - الجزء 1

  لمشاهدة من يحب رؤيته، ويتمتع بالنظر إليه من ولدٍ أو زوجة أو أقارب وأرحام، أو أموال وممتلكات، وكل حسن ومحبوب.

  ولوجه آخر: أن تهتدي به في ظلمات البر والبحر، وتستعين به في القيام بالطاعات والمباحات وتحصيل الحاجات، فالنظر وسيلة عظيمة لنظر الفكر والتأمل والعبرة فيما أبدع الله من المخلوقات، واخترع سبحانه من الموجودات.

  العين تبصر، والقلب يفكر ويتأمل، والنفس تعتبر، ثم يكون العمل الصالح والتشمير في الطاعات، وقد يكون هذا النوع من النظر في أحوال العباد في هذه الدار، من بناء لهم طالما تعبوا من أجل الحصول عليه هو الآن أصبح خراباً، ومن مُلك كان واسعاً فصار ضيِّقاً، ومن كبر وشيخوخة بعد الشباب وخضارته وقوته ... وهكذا، والأعمال بالنيات عند هذا النظر.

  ومن فوائد البصر: أنه وسيلة عظيمة لتحصيل العلوم الدينية، به يتلوا القرآن الكريم ويحفظه، ويطالع، ويقرأ ما قد دوّنه العلماء في الكتب في سائر الفنون العلمية.

  ومن فوائد البصر - أيضاً - هو ذلك الذي يبعث على التأمل والعبادة للخالق سبحانه وتعالى، وهو الذي في الحديث السابق: «النظر في كتاب الله عبادة، والنظر إلى البيت الحرام عبادة، والنظر في وجوه الوالدين إعظاماً لهما وإجلالاً لهما عبادة».

آفات البصر

  ١ - إشباع شهوة العين بالنظر إلى الشيء الذي حرمه الله تبارك وتعالى، ومنع منه، مثلاً ينظر إلى غير مَحْرَم، أو ينظر بها إلى صورة مليحة لشهوة، أو إلى عورة، ففي ذلك الخطر العظيم، والضرر الكبير، فهذا النظر يزرع في القلب سنابل الشهوة، فيقبل كل واحد من الأعضاء إلى اجتناء ثمرته تلك، فيغفل العقل فلا يكاد يستعمل، فهي مظلة للإنسان مغوية، تنسيه نفسه وعقله وحياءه وحرمته وأدبه ودينه، وتنسيه مع ذلك ربه وخالقه والمطلع عليه في يقظته ونومه.