دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الأسباب والنتائج

صفحة 126 - الجزء 1

  فحظيَ منه الزيادات لي ... وحظك منه العنا والتعب

  فجازاك عني بأن زاد لي ... وقد سدّ عنك وجوه الطلب

  إن الحسد: هو كراهية وصول النعم للآخرين، أو كراهية بقاء تلك النعم وتمنى زوالها، سواء كانت تلك النعم مالاً، أو علماً، أو كثرة أولاد أو صلاحهم، أو ارتفاع مكانة اجتماعية، أو غيرها.

  لماذا الحسد بمجرد نعمة يمنحها الله أحد عبيده، يعطيها له للاختبار، لينظر كيف يتعامل مع هذه النعمة، فلماذا يُحسد؟

  لماذا ما يطلب الإنسان حاجاته ومتطلباته ممن عنده قضاء كل حاجة وكل طلب، يطلبها من الخالق للكون، والرازق لجميع من فيه، ممن خزائنه لا تنفد.

  لنترك خلق الله في هذا على الله، ولا نعترض على حكمته، فقد روي في الحديث القدسي عن الله - سبحانه وتعالى -: «من لم يصبْر على بلائي، ولم يرض بقضائي، ولم يشكر نعمائي، فليتخذ رباً سواي».

الأسباب والنتائج

  أعظم الأسباب: قلة الدين، وضعف اليقين، والطمع المهين، ومن أسبابه: الكبر، وطلب الترفع، وهذا النوع من الحسد يكون منتشراً ومستوطناً بين أهل المدارس والمتعلمين وأجناسهم، فإذا علم أحدهم بمن يشاركه في علمه ومعارفه أو في كتاباته حسد ذلك؛ طلباً للترفع، ليكون أوْحَد زمانه، وإنسان عصره، ولهذا نتائج مضرة مدمرة للفرد والمجتمع، نسأل الله السلامة منه ومن كل داء.

  ومن أسبابه: الحب الأعمى للدنيا، وحب الذات، فصاحبه لا يريد أن يعيش تحت النجوم سواه، ولا يمشي على الأرض عداه، فتراه عندما يحسد أخاه المسلم يطلق عنان لسانه عليه بالقول الباطل، ويحاول جاهداً إلصاق التهم به، ولا يحب أن يسمع ذكر المحسود بخيرٍ على الإطلاق، وقد يمتد ذلك الأذى إلى الفعل،