الدرس العشرون بر الوالدين وصلة الأرحام
الدرس العشرون بر الوالدين وصلة الأرحام(١)
  لقد عظّم القرآن شأن الوالدين وحض على إجلالهما ومصاحبتهما بالبر والإحسان والمعروف، فقرن الله بر الوالدين والإحسان إليهما بتوحيده، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ٢٤}[الإسراء].
  وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤}[لقمان].
  وذلك لما قام به الوالدان من جهود مشكورة عظيمة في رعاية الأولاد والحفاظ عليهم، وفي سبيلهم تحملوا المشاق والمتاعب، فاضطلعت الأم بأعباء الحمل والوضع، والرضاع، وسهرت الليالي، وتحملت أعباء النظافة والتمريض والعناية المستمرة.
  واضطلع الأب بأعباء كثيرة من توفير وسائل العيش والراحة لأولاده، وتحمل مشقة التأديب والتربية، والصبر على أذاهم.
  روى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في كتابه (الأحكام): قال: صعد رسول الله ÷ المنبر فقال: «يا أيها الناس إن جبريل أتاني فقال: يا محمد من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين»(٢)، وروى الإمام علي بن موسى الرضى # في صحيفته قال: حدثني
(١) الحقوق المنسية: ٥٥ - ٦٦.
(٢) الأحكام: ٢/ ٥٢٧.