الدرس الرابع عشر أهمية الكلمة
  السعداء، آمين ... آمين ... وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
الدرس الرابع عشر أهمية الكلمة
  الحمد لله رب العالمين، المنعم المتفضل، والصلاة والسلام على النعمة العظمى للأمة، والحجة الكبرى، محمد ÷، وبعد:
  من أجل النعم التي منّ الله بها على هذا الإنسان أن جعله متكلماً ناطقاً يمتاز بذلك عن سائر الحيوانات الأخرى، فيعبِّر عما يريد وعما بداخل قرارة نفسه.
  ومن النعم - أيضاً - أن الله سبحانه جعل الإنسان يتحكم في نطقه، وفي الكلمة التي تجري على لسانه، ولنعلم أن اللسان الذي هو آلة النطق، سلاح ذو حدين، إما أن يحيى الإنسان بواسطته حياة سعيدة في الدنيا والآخرة، وذلك إن كان محسناً لاستخدامه، وإما أن يخسر بواسطته الدنيا والأخرى، وذلك إن كان مسيئاً لاستخدامه.
  ومن هذا المنطلق نرى أن الله سبحانه وتعالى يشدد الإهتمام، ويوضح أهمية الكلمة في آيات وآيات، فيقول سبحانه وتعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١}[ق].
  ويقول الرسول الأعظم ÷: «ألا وإن كلام العبد كله عليه لا له، إلا ذكراً لله، أو أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، أو إصلاحاً بين المؤمنين» ويقول ÷: «من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة». وفي رواية أخرى: «من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة، ما بين لحييه، وما بين رجليه» قالها ثلاثاً.
  إن الإنسان كفور مبين، لم يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة، نعمة النطق، ونعمة اللسان، فاللسان أطيب شيء إذا طاب، وأخبث شيء إذا خبث، وهو أشرف الأعضاء وأعظمها قدراً بعد القلب، وهو أملك شيئاً