دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

صلة الأرحام

صفحة 149 - الجزء 1

  بها، فإذا قد تقرر من هذه القاعدة ما قد تقرر رأيت أن الذي يلزم الوالد مقدم على ما يلزم الولد للوالد، فإن لم يقم الوالد بما يلزمه من ذلك كان عقوق الولد له قصاصاً، وجفوته ثاراً». وحقيقة لو أن الأفراد عرفوا هذه الحقوق، وفهموا تلك الواجبات، وطبقوا هذه الإرشادات الإسلامية لشعر جميع الأسرة بالسعادة والاطمئنان.

صلة الأرحام

  يقول الإمام علي # في (نهج البلاغة): (أيها الناس إنه لا يستغني الرجل - وإن كان ذا مال - عن عترته⁣(⁣١)، ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه، وألمّهم لشعثه، وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به. ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يرثه غيره، ألا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدها بالذي لا يزيده إن أمسكه، ولا ينقصه إن أهلكه ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة، وتقبض منهم عنه أيد كثيرة)⁣(⁣٢).

  ويقول # في آخر وصيته لولده الإمام الحسن #: (وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، فإنك بهم تصول، وبهم تطول، وهم العدة عند الشدة، أكرمْ كريمهم، وَعُدْ سقيمهم، وأشركهم في أمورهم، ويسّر عن معسرهم، واستعن بالله على أمرك كله، فإنه أكرم معين ... أستودع الله دينك ودنياك، والسلام».

  لقد أكد الإسلام ومن خلال آيات القرآن الكريم وعلى لسان الرسول ÷ على وجوب الإحسان إلى الأرحام وصلتهم، قال تعالى:


(١) واستعمال (العترة) في غير المعنى الذي ذكره أئمة اللغة، وهو: إن عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه، فعترة الرسول ÷: ولد فاطمة البتول & هذا الاستعمال كما هو في هذا الكلام العلوي المبارك، هو على جهة المجاز العرفي. انظر: لوامع الأنوار: ١/ ١١٧ - الطبعة الثانية.

(٢) نهج البلاغة: ٦٥ تحقيق صبحي صالح.