الدرس الرابع والعشرون قصيدتان
الدرس الرابع والعشرون قصيدتان
  حين نقرأ الشعر نحس بطبع مرهف، خاصة إذا كان الشاعر يدعونا للنظر والتأمل؛ لأنه يحمل من المشاعر الثائرة المتدفقة الكثير، ومنه هاتان القصيدتان:
  القصيدة الأولى للقاضي العلامة الورع التقي المهدي بن أحمد الجيوري، المعروف بـ (قاضي النبي) توفي ¦ سنة (١١٨٨ هـ) تقريباً، وهذا نص القصيدة:
  يا رب صل على المختار من مضر ... ما دام يسمع في الأذان حي على
  كم في السموات والأرضين من عبر ... لمن تفكر في الأسحار وابتهلا
  طوبى لقوم تجافوا عن مضاجعهم ... وويح قوم أطالوا النوم والكسلا
  إلى متى أنت باللذات مشتغل ... الإثم حلّ وخير العمر قد رحلا
  قد يسبق الموتُ ما أملته لغد ... كن مستعداً له واستقرب الأجلا
  وأت الصلاة بقلب خاشع يقظٍ ... مودِّع لا ريا فيها ولا خُيلا
  حب الثناء يحبط الأعمال فاتًّقِه ... وأخلص لمولاك تُقبل واحرس العملا
  بالنية الأصل والرحمن مطلع ... والحافظان لدينا قط ما غَفَلاَ
  أسرَّ ما شئت إن الله يظهر ما ... أضمرته شبْهُ مصباح إذا اشتغلا
  وأت الجماعة في أقصى مساجدها ... موقتاً ثم كن بالذكر مشتغلاً
  من كان ياسين والقرءان عدته ... لم يخش في دهره نقصاً ولا خللا
  لا تحسدنَّ سوى التالي له أبداً ... ومن لأمواله في الله قد بذلا
  خير الأمور عن المختار أوسطها ... لا كالكَرى وحِضَجْرٍ فاحفظ المثلا