الدرس الحادي عشر التفكر في المخلوقات من أقدس العبادات (1)
الدرس الحادي عشر التفكر في المخلوقات من أقدس العبادات (١)
  الحمد لله رب العالمين، الذي خلق الكائنات فسواها، والذي قدرها فهداها، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:
  فليكن حديثنا في هذه الليلة المباركة على بعض ما أودع الله في هذا الكون من عجائب وبدائع صنعه سبحانه وتعالى.
  تأمل في الوجود بعين فكر ... ترى الدنيا الدنيئة كالخيال
  تأمل واطعن برمح الحق كل معاند ... ترى الدنيا الدنيئة كالخيال
  واجعل كتاب الله درعاً سابغاً ... والشرع سيفك وابْدُ في الميدان
  أخي المؤمن ... إن عبادة التفكر في المخلوقات من أقدس العبادات على الإطلاق، وتحوز على أعظم الدرجات عند الله ... كيف لا! وهي تقود إلى معرفة الخالق - جل وعلا - حق المعرفة، تقود إلى توحيده، والتوحيد ليس له ثمن إلا الجنة، كما ذلك مروي عن الحبيب المصطفى ÷.
  بالتفكر في المخلوقات يحصل المرء على إيمان لا يتزعزع، وعقيدة صلبة لا تتخلخل، ولنقرأ قوله تعالى في (سورة الغاشية): {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ١٨ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ١٩ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠}.
  وهذا رسول الله ÷ يقول: «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله - أي في نعم الله التي خلقها - والتدبر لكتابه، والتفهم لسنتي، زالت الرواسي ولم يَزُل ..». الخ الحديث الشريف.
  ويقول أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، الإمام علي #: «من تفكّر في المخلوق وحَّد، ومن تفكر في الخالق ألْحَد». إنك في خلال الوقت الذي تتأمل