دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس السادس فضل القرآن وفضل حامله

صفحة 42 - الجزء 1

الدرس السادس فضل القرآن وفضل حامله

  الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المنزل عليه القرآن، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ..

  القرآن الكريم من أعظم معالم الرشاد والهداية، فمما يدهش كل عاقل، ولا يمكن تعليله إلا بكون القرآن وحياً من العليم الحكيم، هو هذا التشريع الأمثل للإنسانية، والقانون الأقوم للحياة، الذي جاء به لتنظيم شؤون المجتمع البشري، وكلما مر قرن وجاء آخر أثبت القرآن الكريم - بلا ريب - أصالته وشموله للهيمنة على جميع شؤون الحياة، على أحسن وأكمل وجه.

  والآن أخي المطلع تعال معي لنرى ونسمع ما أعده لنا الولي العلامة، المجتهد المطلق، سيد بني الحسن، علي بن محمد العجري - رحمة الله تغشاه - في أجزاء كتابه المبارك (مفتاح السعادة) لنرى فضل هذا الكتاب الكريم، ونرى المكانة المرموقة التي يتبوؤها حامله، وتاليه، والعامل به، فقد قال ¦ في (ج ٥ ص ٣٢١٦) وما بعدها:

  وروى زيد بن علي # في (المجموع) عن أبيه عن جده عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «تعلموا القرآن وتفقهوا به وعلموه الناس ولا تستأكلوهم به فإنه سيأتي قوم من بعدي يقرؤونه ويتفقهون به يسألون الناس لا خلاق لهم عند الله ø».

  قوله: لا خلاق لهم: أي لا نصيب لهم في رحمة الله وثوابه.

  [ثم قال]: وعن عمران بن الحصين، عن النبي ÷ قال: «اقرءوا القرآن واسألوا الله به فإن من بعدكم قوماً يقرءون القرآن يسألون به الناس» [ثم قال المؤلف]: قلت: والظاهر أن معنى سؤال الله به أن يجعله وسيلة إلى نيل ما عند الله تعالى من رفيع المنزلة وتيسير الأرزاق ونحو ذلك.