مرض الكبر
مرض الكِبْر
  أمراض القلب كثيرة، ولنبدأ بالحديث عن مرض الكبر - أعاذنا الله تعالى منه - فما هو مرض الكبر؟ وكيف العلاج منه:
  الكبر مرض من أمراض القلب، يعرفه من حلَّ به، ويُحسُّ به من تورّط فيه، إنه بتعريف بسيط (بَطَرُ الحقِّ، وَغمْطُ النّاس حقوقهم، أو الترفع عليهم)(١).
  إذا كان الحق يتعارض مع أطماع الشخص وشهواته يرفضه تماماً بسبب الحب الأعمى للدنيا، وعليه يترتب عدم الاعتراف للآخرين بأي حق، يعتقد المتكبر أنه أفضل من قد خُلِق على وجه الأرض، وأنه الذي يملك وسائل الرفعة دون الآخرين، إما مالاً، أو علماً، أو جاهاً، أو ذكاءً، أو أولاداً كثيرين، وما شابه ذلك.
  فإذا قد استولى عليه هذا الشعور السخيف ترفع على أبناء جنسه، واستخفّ بهم، وغمطهم حقوقهم، وكاد أن يسحق كل من يقف أمامه، ولو قُدر له أن يحجب عن الخلق في بعض الأحيان الشمس والهواء لفعل.
  قد يكون متكبراً بشيء بسيط، فيضعه هذا الكبر في قائمة الأبالسة والمتجبّرين، إما بسيارة فاخرة يعتلي مقودها، أو ثوب نظيف أو جديد يلبسه، أو كلمة عابرة ينطقها مستخفاً بمن يكلمه ومستهزئاً به، أو حِلْية يتحلاها ... وهكذا.
  إن مرض الكبر المعصية الأولى التي حدث بسببها أن خرج ملك من الجنة كان من الملائكة المتعبدين، وهو إبليس اللعين «فلقد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يُدْرى أمنْ سنيِّ الدنيا أو من سنيِّ الآخرة» كما قال أمير المؤمنين #.
  الكبر ثوب الأبالسة وأتباعهم، فهم بحق من استحقوا الطبع والران على قلوبهم؛ بسبب تجريهم وتكبرهم، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ٣٥}[غافر].
  والنار هي مثواهم ومصيرهم، قال تعالى: {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ٧٦}[غافر].
(١) بَطَرُ الحقِّ: أن يتكبر عنه فلا يقبله، هكذا قال في القاموس، وقال - أيضاً -: غَمَطَ الناس، كَضَرَبَ وسَمِعَ: استحقرهم. والعافية لم يشكرها، والنعمة بَطِرَها وحَقَّرها.