أسباب الغضب
الدرس الثامن عشر خطورة الغضب ومكانة حسن الخلق
  الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة، إلا أنها مستكنَّة في الفؤاد استكانة الجمر في الرماد، ويستخرج تلك النار المشتعلة الكبرُ الدفين، والحميةُ، والعصبيةُ، والأنفةُ، وطبعاً حطبها الجهل الأعمى، وتظهر الآثار على الأعضاء الخارجية من الوجه الحانق، المحمرة عيونه، المنتفخة أوداجه، واللسان السبّاب اللعّان، الطّعان في أعراض الآخرين، الذين قد غضب عليهم، وربما تعدى الأمر إلى الضرب والإهانة والقتل وما أشبه.
  وحقاً لو رأى الشخص الغاضب نفسه وحالتها في مرآة حال غضبه لمقتها أيَّ مقتٍ.
  روى أمير المؤمنين علي # فقال: خطبنا رسول الله ÷ بعد ما صلى العصر، فما ترك شيئاً هو كائن بين يدي الساعة إلا ذكره في مقامه ذلك، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، فقال في خطبته: «أيها الناس: إن الدنيا خَضِرة حلوة، وإن الله سبحانه مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الله، واتقوا النساء، واتقوا الغضب؛ فإنه جمرة تتوقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه، فإذا أحسَّ أحدكم بشيء من ذلك، فليذكر الله سبحانه وتعالى».
  ويقول الرسول ÷: «من كَفَّ غيظه كفَّ الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى الله قبل عذره، ومن خَزَن لسانه ستر الله عورته».
أسباب الغضب
  بعض أسبابه أمور غريزية، وهذه قليلة جداً، ربما تكون أقل من الكبريت الأحمر، ومن أهم أسبابه: