دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس السادس عشر من أمراض القلب (1)

صفحة 119 - الجزء 1

الدرس السادس عشر من أمراض القلب (١)

  نحن نعلم أن هناك أمراضاً كثيرة محسوسة ومؤلمة جداً يصاب بها القلب البشري، أعني: اللحمة الصنوبرية المعروفة، وهي (الفؤاد) وهذه الأمراض متفاوتة، فبعضها أخطر من بعض.

  ونحن نعلم - أيضاً - أن العلم الحديث والفضل لله سبحانه وتعالى قد اكتشف العلاجات المتنوعة لهذه الأمراض عبر الوسائل المختلفة، والإنسان المسكين ينفق أموالاً طائلة من أجل العلاج، ويذهب ويسافر علّه أن يخفِّف ولو بعض تلك الآلام، مع العلم اليقين أن نهاية جميع الأحياء هو الموت والفناء، والخروج من هذه الحياة المملوءة بصنوف المنغِّصات والامتحانات إلى عالم الخلود الأبدي.

  وما دمنا قد عرفنا هذا، فلنعلم أن هناك أمراضاً أشد وأخطر من هذه الأمراض التي تحل بالقلب، وللأسف لا نلقي لها بالاً، ولا حتى نفكر في علاجها، وهذه أمراض معنوية، وهي أنواع كثيرة، وبنسب متفاوتة من شخص إلى آخر.

  وهذه الأمراض - نعوذ بالله تعالى منها - نهايتها وخيمة، وعاقبتها أليمة؛ إذا مات صاحبها وهي بقلبه بدأت جناية ثمرتها المدمرة، العاقبة الخلود في النيران المصير المحتوم، أن يسكن بين الحيّات والعقارب والحنشان، ويأكل الزقّوم والضريع، ويشرب الحميم، ويسكن الجحيم، {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٥٥}⁣[العنكبوت].

  أليس من الواجب علينا المسارعة في علاج هذه الأمراض، والتفقد دائماً للقلب؛ لأن بعض هذه الأمراض قد تخفى إذا لم يكن هناك علم ومعرفة ونور يُبصر به.