علاج هذا المرض
  ولقد حكى الله سبحانه وتعالى حالة لأحد أولئك النفر المتكبرين كيف كانت نهاية حياته قبل العذاب الأخروي، إنه قارون المتجبر.
  قال الله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ٨١}[القصص]، عدو الله تحت الأرض يتجلجل ويهوي حتى تقوم الساعة، كما ذلك مروي.
  ويكفي للمتكبرين خزي وهوان يوم القيامة، يوم الجمع الأكبر، فقد روي عن الرسول ÷، أنه قال: «إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة على صور الذر في شكل الإنسان، يطؤهم الناس لهوانهم على الله» أو كما قال ÷.
علاج هذا المرض
  قد يعالج بالعلم وبالعمل، فإذا علم الإنسان بحاله وعرف قدر نفسه، فسيذهب عنه كل داء على الإطلاق، أصل الإنسان من نطفة قذرة، لا يحب الإنسان أن يتطلع إليها، وينظر إليها، فلما التكبر؟!
  وأخر الإنسان جيفة منتنة، كرامتها دفنها بين التراب وتحت الأحجار، وقد تُداس بالنعال أحياناً، ويحمل في خلال الفترة بين النطفة والجيفة في جعبته ما لا يحسن الحديث عنه باللسان، فلماذا يتكبر؟!
  وأما العلاج العملي فهو التواضع أولاً لله سبحانه وتعالى، ثم التواضع لأولياء الله ثانياً.
  إن التواضع نابع أصلاً من الشعور بالعزة والثقة بالنفس، ونابع - أيضاً - من حب الناس واحترامهم وتقديرهم، وإعطائهم حقوقهم، وعلى العكس من ذلك كله بالنسبة للمتكبر، الذي يدفعه الشعور بالضعة وحقارة النفس إلى محاولة رفع شخصيته على حساب الآخرين، ويدفعه حب نفسه وتقديسها إلى الأنانية.