دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

حسن الخلق

صفحة 134 - الجزء 1

  فإذا كان حال الغضب قائماً فعليه أن يقعد ويقرب إلى الأرض التي تكون منزله ومأواه في الأخير، منها خلق، وفي ترابها يعود، فإذا لم يذهب الغضب فعليه بالاضطجاع إلى الأرض، فإذا لم يُجْدِ ذلك فليصب عليه ماءً بارداً، أو فليغتسلْ، أو فليتوضأْ.

  ومن العلاجات: أن يعلم أن الحياة مسرح التغيرات، ولا يبقى على حاله إلا الخالق سبحانه، والحياة كلها زائلة، فالحياة بما فيها لا تستاهل كل هذا الغضب، وإحراق الأعصاب، وليتذكر مصائب الآخرة التي تدوم، فكل بلاء غير النار فهو عافية.

  وليعلم بأن الغضب لا يعوِّض ما فات، ولا يرد ما قد كُسّر وذُهب به، وإنما تحرق قلبك وتؤذي غيرك، وليعلم أن الذين يكظمون غيظهم عند الله في درجة عالية، فهم ممن قد أعد الله لهم الجنة التي عرضها السموات والأرض، يقول تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}⁣[آل عمران].

  ولنطلع على تاريخ العظماء من أهل البيت الكرام وشيعتهم الأخيار، فلهم قصص وحكايات في كظم الغيض، ولعلنا قد علمنا حكاية الإمام زين العابدين السجّاد علي بن الحسين $ في هذا الشأن.

حسن الخلق

  الأخلاق الفاضلة الحسنة ضرورة حضارية لا غنى لأي شخص عنها، فالخلق الفاضل يجذب القلوب، ويدعوا إلى احترام صاحبه، وبالأخلاق تشق الأمم النجاح، وتهزم ذرائع الفشل، وبالخلق الحسن يعيش الإنسان مطمئن البال، مستقر الحياة، فلقد كان شعار المصطفى الحبيب ÷ حتى قال الله تعالى فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم].

  والرسول الأكرم ÷ جعل الهدف الأسمى للرسالة السماوية، هو الدعوة إلى مكارم الأخلاق، حيث روي عنه ÷: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»