دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أوصاف المحبين

صفحة 145 - الجزء 1

  أبو جعفر # قال: «أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئاً أهون من أفٍ لنهى عنه»⁣(⁣١).

  وعنه ÷: «لنومك على السرير إرضاء لوالديك تضحكهما، وتضحك معهما أفضل من جلادك بالسيف في سبيل الله»⁣(⁣٢).

  وروي عن عبدالله بن مسعود ¥ عن رسول الله ÷ حين سأله أي الأعمال أحب إلى الله قال: «الصلاة لوقتها» قال: قلت ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي؟ قال «الجهاد»⁣(⁣٣).

  وروي عن الرسول الأعظم ÷: «إن من تعظيم إجلال الله أن تجل الأبوين في طاعة الله»⁣(⁣٤)، وروى عنه ÷ أنه قال: «النظر في كتاب الله عبادة، والنظر إلى البيت الحرام عبادة، والنظر في وجوه الوالدين إعظاماً لهما وإجلالاً لهما عبادة»⁣(⁣٥).

  ولقد فسر الإمام السبط ابن رسول الله الحسين بن علي $ آية البر، فقد روي: «أن رجلاً سأل الإمام الحسين # عن قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين، وأما قوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}، قال: إن اضجراك فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣}، إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق


(١) صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا: ١٨٨.

(٢) رضا رب العباد: ١٠٠.

(٣) صحيح البخاري برقم (٤٩٦).

(٤) الأحكام: ٢/ ٥٢٧.

(٥) الأحكام: ٢/ ٥٢٧.