دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أوصاف المحبين

صفحة 148 - الجزء 1

  ويأتي دور التعليم: الفراغ الفكري والثقافي خطير للغاية، فهناك طوائف ترصد حالات الفراغ الفكري في هذا الجيل لزرع أفكارها ومفاهيمها المنحرفة، فلا بد من تثقيف أجيالنا بالثقافة الإسلامية الصحيحة في ضوء منهج أهل البيت $، وفكرهم النير.

  على الوالدين الاختيار الأمثل للمعلم الناجح، والمربي اللبق، والأستاذ القدوة؛ حتى يعلِّم أولادهما المعلم الذي يُحبِّب إلى الولد حب الله سبحانه وتعالى، من خلال مظاهر رحمته تعالى، وفضله الواسع، ورزقه الدائم، والتفكر في مخلوقاته الكثيرة.

  المعلم الذي يعوّده على الالتزام بالشعائر الإسلامية، كالصلاة، والصوم، وغير ذلك، يقول الإمام جعفر الصادق #: «إنا نأمر صبياننا إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فإذا غلبهم العطش أفطروا، حتى يتعودوا الصوم، ويطيقوه، فمروا صبيانكم إذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام، فإذا غلبهم العطش أفطروا»⁣(⁣١).

  ويحتاج الأولاد إضافة إلى ذلك إلى المودة والرحمة، ربما لا تقل عن حاجتهم للغذاء والنوم، وللرحمة دور كبير في نمو الطفل نمواً سليماً كما قال المختصون.

  روي أن الأقرع بن حابس رأى رسول الله ÷ يقبل ولده الحسن فقال: إن لي عشرة أولاد ما قبّلت واحداً منهم، فقال له: «من لا يَرحم لا يُرحم»⁣(⁣٢).

  ويحتاج الأولاد إلى التكريم والاحترام كحاجتهم إلى الرحمة، روي عن الرسول ÷، أنه قال: «رحم الله والداً أعان ولده على بره».

  ويقول الإمام عبد الله بن حمزة # في (رسالة البيان والثبات): «وعلى الوالد لولده تحسين اسمه، وتحسين لقبه، وأن يختار له من الأمهات من لا يعاب


(١) الحقوق المنسية: ٦٤.

(٢) تصفية القلوب: ٣٩٩١.