دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال

صفحة 173 - الجزء 1

  فثلث للناشر، والوافد، والسائل، لا أرد أحداً منه، وجعلت له مستودعاً خاصاً، وثلث أرد به على المزرعة من الإصلاح والدمن وعمل وجهد، وثلث أتقوت أنا وعولي وضيفي ... وهكذا.

  وقد اتخذتها عادة منذ عشرات السنين، تجدب الأرض ولا تجدب أرضي، ويأخذهم البرد ولا يأخذ أرضي، ويأخذهم الجراد ولا يأخذ أرضي، وتنضب آبارهم ولا تنضب بئري، فأنا أحمد الله سبحانه وتعالى أنا وعيالي على نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وخيره الجزيل، وعطائه الكبير، وأوصي أولادي بذلك ما حيوا، ويوصوا أولادهم كذلك.

  وأما قصة الصلاة في بيتي فإن أهل القرية لا يتنزهون من النجاسات، ولا يتطهرون، ولا يصلون الصلاة لأوقاتها، وإذا نصحتهم عصوني، وطمعوا في مالي، وفعلوا لي الغرماء والمؤذين، فأنا أصلي في بيتي فإذا حضروا للصلاة في آخر الأوقات صليت معهم.

  وأما ما رأيت في صلاة الليل، فلو قمنا حتى نكون كأوتار، وركعنا حتى نكون كالحنايا، وسجدنا حتى تقع علينا الطير ما أدينا شكر أقل نعمة من نعم ربنا، وأستغفر الله تعالى، فنعم الله تعالى كلها عظيمة.

  وأما ما رأيت من المنازعات معهم عند المسجد وعند الوضوء فذلك أنك تعرف أن بعض القبائل لا يرحمون أحداً، ولا يقترعون إلا من إنسان يقارعهم، ويقارنهم، ولو يدرون بشيء مما رأيتَ لأخذوا مالي، وحلفوا فيه، ولو حلف أحد على ثوبي الذي على ظهري لتركته له، وهذا الكلام أسألك بالله لا تحدث به أحداً، والمجالس بالأمانة»⁣(⁣١).

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


(١) كرامة رواها مولانا وشيخنا، ربّاني هذه الأمة، الإمام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.