دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الرابع والعشرون قصيدتان

صفحة 175 - الجزء 1

  لله درُّ أناسٍ قدَّموا لغدٍ ... زاد المآل بمال نبَّل النبلا

  للضيف والجار والقربى يقرِّبه ... إلى الرقيب ومن يبخل فقد خُذِلا

  واس المساكين أضياف الإله ولا ... تَنْهَرْ مُلِحّاً وخلِّ الشح للبخلا

  أَحبَّ في الله وأبغض فيه واعط له ... واعمل بآخر آي النحل يا رَجُلا⁣(⁣١)

  أحسن إلى الناس وانفعهم وحُبَّ لهم ... ما احببت للنفس هذا منهجُ الفضلا

  أهل التفكر في صمت وإن نطقوا ... في الذكر أو نظروا فالاعتبار جَلاَ

  من خاف مولاه خاف الخلق منه فكن ... أشد لله حُباً راجياً وجلا

  من يتق الله يُكفى كلَّ مسألة ... حقاً ويسعد في الدارين إن فعلا

  فكل شيء يطيع الطائعين ومن ... قد خالف النفس في أهوائها وقلا

  الاستقامة فرض في الأمور فخف ... صغائر الذنب كم قد أهلكت جُملا

  وكن مع الله واستمسك بعروته ... وارع المعيًّة بالتعظيم تَرْقَ إلى

  نيل المعالي مواهيب مقدرة ... وَمَنْ سعى لِيَنَلْ مكتوبه سَهُلا

  عليكَ بالعلم ما أعلا مراتبه ... واعمل به ودَعْ التسويفَ والمللا

  ومن يُسمِّع بعلمٍ كي يُقال نوى ... كالكلب في اللهث أو كالعير إذ حملا

  ترتاح نفسك يا مسكين إن مُدِحَتْ ... يا رحمتاه لها يوم الوقوف على

  نشر الصحيفة والجبار منتصف ... هذا يُغلُّ وهذا قد شفى غُلَلاَ

  دع النفاقَ فذو الوجهين مُحْتَقَرٌ ... وذو اغتياب وكالنّمام بين ملا


(١) وهو قول الله تعالى في آخر آية من سورة النحل: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}.