تقديم
تقديم
  
  الحمد لله الذي جعل الإمامة للنبوة خلفاً وتماماً، وأناط بهما من تبليغ أماناته وأداء رسالالته فروضاً وأحكاماً، إكمالاً منه جل وعلا للحجة، وتبياناً لواضح المحجة، فاختار من البرية أعلاماً جعلهم أمناء سره، وحملة نهيه وأمره، فلا زال قائمهم إماماً يتلو إماماً، أولئك الذين قرنهم الله بكتابه، ورفع لهم في ملكوت قدسه مقاماً، وسلام على عباده الذين اصطفى، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}[الفرقان: ٦٣]، ورثة الكتاب والحكمة، وهداة هذه الأمة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ}[البقرة: ٢٦٩]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وآله الطاهرين.
  وبعد: فهذا الكتاب العظيم (كتاب العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين) ونظراً لأهميته فقد تهيأ طبعه ليعم نفعه إن شاء الله تعالى، وقد أذنت للولد العلامة الأوحد/ عبدالسلام بن عباس الوجيه حرسه الله تعالى وتولاه بدراسة وتحقيق الكتاب، كما أجزته أن يرويه عني، وجميع ما صح له عني من مروياتنا ومؤلفاتنا حسب ما حررته في الجامعة المهمة ولوامع الأنوار والتحف شرح الزلف.