العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[شبهة: الإحتياج إليه لنقل الشريعة والرد عليها]

صفحة 397 - الجزء 1

  اللَّه تعالى تقوية عزمه، وعصمته من الناس حتى يدعوهم إلى اللَّه لإبلاغ الحجة عليهم، فلما لم يعلم⁣(⁣١) الدعا وعلمنا أنه لا إمام.

[شبهة: الإحتياج إليه لنقل الشريعة والرد عليها]

  شبهة

  قالوا: إنه يحتاج إليه لنقل الشريعة على وجهها سيما وهي شريعة خاتم النبيين فلا بد من معصوم.

  الكلام في ذلك: إن الشريعة الشريفة إن كان التعبد بها لازماً لنا وجب على اللَّه ø إيصالها إلينا على وجهها بأي وجه شاء، وإن كان غير لازم فما الحاجة إلى نقل مالا يلزمنا إلينا؟ ولأنَّا نعلم أن التعبد لازم بالعقل، والشرع، ولا ينكر ذلك إلا من انسلخ من الدين، فهل تعبدنا اللَّه تعالى بالقيام بشيء غير صحيح موضوع على غير وجههِ؟ فالتعبد بشرع غير صحيح لايجوز في دين الإسلام، وإن كان صحيحاً فقد كفتنا صحته من تأويل آخر، ولأن الإمامية تدعي أن نقلها متواتر من علي # إليهم، فهلا كفتهم إمامة علي #، وعصمته عن ادعاء إمام آخر؟.

  فإن قالوا: إنما احتيج إليه ليوصل إلينا.

  قلنا: فالذي أوصل إليكم النقل من المنتظر معصوم، أو غير معصوم.


(١) في (ج): نعلم.