[أهمية الإمامة ومكانتها في علم أصول الدين]
  وصيه المعظم على سائر الأوصياء، الحائز عوالي شرائف مراتب الأولياء، المنصوص عليه حالاً بعد حال، فاشترك في رواية النص عليه نقلة النساء والرجال(١)، وعلى آله المعادلين للكتاب، المؤيدين بالصواب، شموس الدين الظاهرة، وأقمار الإسلام الباهرة، ونجوم الإيمان الزاهرة، أدلة الدنيا والدين، شفعاء المرتضين في الآخرة، وسلم وكرَّم.
[أهمية الإمامة ومكانتها في علم أصول الدين]
  أمَّا بعد: فإنَّ أولى ما اشتغل به فكر الناظر(٢)، وكدَّت في إدراك مطلوبه الخواطر، علم الأصول الذي هو الأساس لسائر العلوم، إذ أكثرها يقتصر فيه على الوهوم، وهو العلم بالله تعالى وبصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز، والعلم بأفعاله وأحكام أفعاله وما يجوز عليه وما لا يجوز، والعلم بالنبوة من جملة الأفعال، ومن نفائس حكم ذي الجلال، لأن الأنبياء $ هم الوصلة بين الله تعالى وبين عبيده، المفصِّلين لمعاني وعده ووعيده، المبشرين المنذرين، الهادين المبصرين، المؤمنين المحذِرِين، سلام الله عليهم أجمعين، وإذا كان ذلك كذلك فلا بد لشرعهم الذي شرعوه من حامٍ له وداعٍ إليه، ومبين له وحامل عليه، قال سبحانه، وهو ذو المنّ والإياد: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}[الرعد: ٧]، فالنبي صلى الله عليه [وآله](٣)
(١) في (ج): ونقله الرجال والنساء.
(٢) في (ج): فإن أولى ما اشتغلت به فكر الناظر.
(٣) زيادة في (ج).