[نقض دعوى الإمامية أن الإمام يعلم الغيب]
  الناس كتمانه لبيَّنوه، ولو قيل: على بعد ذلك قهرهم الناس، لقيل: إنهم لا يقدرون على قهرهم على حفظه في السر وإلقائه إلى أوليائهم سِّراً حتى [يشتهر](١) ويستفيض بحيث لا يمكن كتمانه، لأنا نعلم ظهور الإسلام وقوته، وشدة عصبية أهله، والكتب المصنفة بالطعن على الإسلام، وتقوية الكفر والإلحاد لا ينحصر عددها، فما تمكن المسلمون [من](٢) المنع من ذلك، ولأن كتب الأغاني فيها من القدح على بني العباس ما لا يجهله من علم ذلك وتحقيق أحوالهم في الشرب والغناء والملاهي والدار دارهم، والسلطان سلطانهم، وصنفت في بحبوحة [كلمتهم](٣) خمسون كتاباً ما أمكنهم المنع منها، فكيف لا يمكن إظهار ما كتم من القرآن الكريم لولا ضلال العقول وذهاب الأفكار، وقد ذكر طعن الملحدين على القرآن الكريم [ومعارضته](٤) ككلام ابن الراوندي وغيره وتصنيفهم في نقض القرآن ومعارضته فلم تمنع هيبة الإسلام وأهله وكونهم على اختلاف المذاهب يداً واحدة على أعدائه، [فكيف](٥) يتصور منع بعضهم [عن](٦) إظهار بعضه ما هذا إلاَّ ضلال في العقول وسفهٌ في الأحلام.
[نقض دعوى الإمامية أن الإمام يعلم الغيب]
  فأمَّا دعواهم أنه يعلم الغيوب فظاهر البطلان، لأنه لا دليل عليه، ولقيام الدليل
(١) في (ب): يشهرونه.
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (ب، وج): كلمتهم، وفي (أ): دولتهم.
(٤) سقط من (ب).
(٥) في (ب، وج): وكيف.
(٦) في (ب): على.