العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكيسانية المغيرية!]

صفحة 64 - الجزء 1

  بني هاشم لتحول روح أبي هاشم إلى عبدالله بن عمرو، ومنهم من قال: إن الإمامة انتقلت إلى عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر #، وهو الإمام الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت [ظلماً]⁣(⁣١) وجوراً، فلما مات اختلفوا، فمنهم من قال: لا يصح موته، بل هو حيٌ بجبال أصفهان يجول فيها حتى يخرج، وهو غائبٌ منتظر، ومنهم من قال: مات حقيقة، وبقوا في تيهٍ، ومنهم فرقة، قالوا: أوصى أبو هاشم إلى نيار بن سمعان التميمي، وعصى في وصيته، ولم يكن ذلك له، فرجعت الإمامة إلى الأصل من ولد الحسن والحسين وولد علي، وفرقة قالت أن أبا هاشم مات، ولم يعقب، فعادت الإمامة إلى علي بن الحسين.

[الكيسانية المغيرية!]

  ومن الكيسانية المغيرة بن سعيد، وله أتباع يقال لهم المغيرية، وزعموا أن الإمام محمد بن علي #، وبعده المغيرة بن سعيد، وهم قائلون به إلى خروج المهدي #، والمهدي عندهم محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، ومحمد بن عبدالله # غائب منتظر لا بد من رجوعه، وخروجه حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

  وممن يعتقد ذلك فيه من الفرق المنسوبة إلى التشيع المنصورية⁣(⁣٢)، وفرق الكيسانية


(١) زيادة في (ج).

(٢) لمنصورية: قال في معجم موسوعة الفرق الإسلامية ص ١٨٧: المنصورية فرقة من الغلاة المشبهة، أصحاب أبي منصور العجلي المعاصر للباقر، ويقال لهذه الفرقة الكسفية أيضاً؛ لأن أبا منصور كان يزعم أنه هو الكسف الساقط من السماء الوارد في الآية (٤٤) من سورة الطور، وكان أبو منصور من أهل الكوفة من عبدالقيس، وله فيها دار وكان منشأه بالبادية، وكان أميَّاً لا يقرأ، فادعى بعد وفاة الباقر أنه فوض إليه أمره وجعله وصيه من بعده، ثم ترقى إلى أن ادعى نبوة ستة من آل البيت ... إلخ انظر موسوعة الفرق الإسلامية.