العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[شبهة وجود الإمام لطف والرد عليها]

صفحة 387 - الجزء 1

  عنفوان سلطانهم، وعاصر منهم المسمى بالمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، والمأمون.

  فهلا كان إمام الإمامية الذي زعموا أنه المهدي # ينزل منزلة القاسم بن إبراهيم #، وينشر العلوم، ويشافه الأولياء، ويبث الحكمة، ويرشد الأمة، ويعرفهم الحق.

[شبهة وجود الإمام لطف والرد عليها]

  شبهة

  قالوا: إن وجود الإمام لطف؛ لأن المكلفين يكونون مع وجوده أقرب إلى القيام بما كلفوا، كما يعرف من حال الرئيس في الدنيا.

  الكلام في ذلك: إن قولهم: إن الإمام لطف لاسبيل لهم إلى الدلالة عليه، لأن اللطف غيب، والغيب لايعلمه إلا اللَّه تعالى، ولم يقع دليل على ماقالوه فيجب القضاء بفساده، ولأنه لو كان لطفاً لوجب على اللَّه [تعالى]⁣(⁣١) إحضاره إلينا كما في سائر الألطاف، ولكان الطريق إلى العلم به موجودة معلومة، والتمكن من الوصول حاصل لكل مكلف، كما نعلم⁣(⁣٢) في المعرفة بالله تعالى، فما به من المكلفين إلا من هو يعرفه، أو يتمكن من معرفته، ومعلوم أن الإمامية في نهاية الإجتهاد في طلب الإمام فلا يتمكنون من العلم به فكيف يصح أن ينزلوه منزلة اللطف الذي يجب حصوله!؟ وإن لم يطلبه الملطوف له؛ لأن الحكمة الإلهية توجب إزاحة علة


(١) في (ب، وج): سبحانه.

(٢) في (ج): كما يعلم.