[الكلام في غيبة المهدي]
  فتفهم ذلك موفقاً، [إنشاء الله تعالى](١).
[الكلام في غيبة المهدي]
  وقد ادعى كثير من الفرق غَيبة واحدٍ وهو المهدي بزعمه الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجَوراً، فلا بد لنا أن نذكر ما بلغنا في أمر المهدي # عن رسول الله ÷ وعن أئمة الهدى سلام الله عليهم، ونذكر ما تدعيه القطعية لأنها أكثر(٢) فرقة ممن يدعي غَيبة الإمام وأكثر من صنَّف في هذا الباب وروى، فببطلان ما ذهبوا إليه يبطل ما يجانسه ويبنى عليه، ومن الله نستمد التوفيق.
  اعلَّم أيدك الله أن الشيعة على اختلاف أقوالها بل الأمة إلاَّ الشاذ منها قالوا لا بد من المهدي، وهو إمامٌ يخرج في آخر الزمان، يملك الأرض بين أقطارها، ويخضع له أهل الأديان، ولا ترد رايته، ولا تدرك غايته، وتُخرِجُ الأرض له أفلاذ كبدها وهي كنوزها، ويفيض المال على الخلائق حتى لا يجد من يأخذه، وتنزل بركات السماء، وتخرج بركات الأرض، ويُخرِج أنهاراً لم تكن في مروج أرض العرب، ويديل الله به الحق على الباطل، وفي أيامه يقتل عيسى بن مريم # الدجال لعنه الله، والرواية في بابه واسعة جداً، وإنما نذكر ما يتسع له هذا المكان، ومن الله تعالى نستمد التوفيق، فنروي من ذلك ما رويناه من كتاب (المحيط بالإمامة)، رواه الفقيه أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي |، عن مصنفه علي بن الحسين(٣) بن محمد الزيدي شياه سريحان رحمة الله عليه، قال: حدثني والدي(٤) ¥،
(١) زيادة في (ب).
(٢) في (ج): أكبر.
(٣) علي بن الحسين بن محمد الزيدي: قد تقدم ذكره.
(٤) الحسين بن محمد الزيدي: لم أجد له ترجمة.