[الزيدية والإمامية]
  وأمَّا عائشة: فكانت تبكي حتى تبل خمارها، وتقول: وددت أن لي من رسول الله ÷ عشرة، كلهم مثل الحرث بن هشام، وأنهم ماتوا واحداً بعد واحد، وأني لم أخرج على علي بن أبي طالب.
  فأمَّا من لم يتب منهم فإلى النار.
  فهذا هو الخلاف في أمر علي #، وأمر أتباعه، وأمر المخالفين له، والمعاندين، ذكرناه على وجه الإختصار؛ لأن الغرض التنبيه على أحوال السلف سلام الله عليهم، دون الإستقصاء في ذكر الخلاف والمخالفين، وأحكام المطيعين والمحاربين.
  فإذا قد فرغنا من ذلك، فلنذكر الكلام في أولاد علي $، وما جرى في ذلك من قول من ينتسب إلى التشيع.
[القول في إمامة ولد علي #]
[الزيدية والإمامية]
  فالذي أجمعت الزيدية والإمامية عليه: أن الإمام بعد علي # الحسن بن علي، ثم بعده الحسين بن علي $، فعند الزيدية: أنهما إمامان لنص الرسول ÷ بقوله: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا،