[شبهة الإحتياج إلى الإمام لمعرفة الفصل بين الأغذية والسموم والرد عليها]
[شبهة الإحتياج إلى الإمام لمعرفة الفصل بين الأغذية والسموم والرد عليها]
  شبهة
  قالوا: إنه يحتاج إليه لمعرفة الفصل بين الأغذية والسموم المهلكة.
  قلنا: هذا احتجاج بارد، وبرهان غير واكد، تكفينا(١) في معرفة ذلك وتمييزه الأطباء وأهل التجربة، ولهذا عاش الخلق المدة الطويلة من يوم ذكرت [غيبة الإمام الذي زعموا](٢) غيبته، وما احتاج الناس في معرفة السموم والأغذية إلى الإمام.
  ولأنه لو كان اللَّه تعالى خلقه لهذا الشأن لما غيَّبه عن عباده، ولدفع عنه شر من يريد به شراً، فلما علمنا سلامة الخلق من هذا الضرر وفقد الإمام، علمنا أن كلامهم هذا لايستقيم.
  ولأن البهائم قد عرَّفها اللَّه تعالى مضارها ومنافعها(٣)، فهي سالمة باقية، محفوظة الصحة، سالمة البنية، ولم تفتقر إلى طبيب، ولا مجرب مميز، ولأن الأمة قبل غيبة من أدعوا غبيته كانت الأئمة بينهم موجودة ظاهرة، فلم يؤثر عنهم [شيء](٤) مما ذكرت الإمامية من تمييز السموم من الأغذية، ولا عرفوا بذلك، ولا اشتهروا بشيء من العلاج، والتمييز كما اشتهرت الأطباء كجالينوس، وبقراط، وغيرهم من أطباء الإسلام، والجاهلية.
(١) في (ج): يكفينا.
(٢) سقط من (ب، وج).
(٣) في (ب، وج): مضارها من منافعها.
(٤) سقط من (ج).