[قولهم إن المكلفين يكونون مع وجود الإمام أقرب إلى القيام بما كلفوه والرد عليه]
  سلام اللَّه عليهم بضعة عشر غلاماً ممن [له مرتكض](١) في رحم فاطمة ابنة رسول الله ÷ فأي قرب تراه إلى الطاعة، وأي بعد تراه من المعصية، والأمر كما يعلمه العقلاء بالضد من ذلك، بعدوا من الطاعة، وقربوا من المعصية مع وجود الإمام المعصوم المعلوم لإمامة(٢) ذرية رسول اللَّه ÷ من ولده، وريحانته من الدنيا، وثمرة فؤاده، ومن كان يحمله على عاتقه، ويبلعه ريقه، ويربيَّه بكفه الطاهرة، ويعظّمه على أعيان الأنصار والمهاجرة، وليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره فقتلوه، وقتلوا أهل بيته سلام اللَّه عليهم، ومثَّلوا بهم أقبح مثلة، فأي عقل(٣) يقضي بأن(٤) هذا قرب من الطاعة، وبعد من المعصية!؟.
  وأما إحالتهم إلى ما يعلم من حال الرئيس في الدنيا، فإحالة إلى غير أمر مستقر، ولا سنن مستمر، فإن في كثير من الأوقات وجود الرؤساء يكون سبباً لسفك الدماء، وذهاب الدهماء، واستباحة المحارم، وأخذ الأموال، [ونهب](٥) القرى، وقد يستقيم الأمر لرئيس فتسكن الدهما.
  فإن قدروا رئيساً ظاهر الأمر مبسوط اليد، فهذه صفة لاتوجد في إمامهم الذي ادعوا إمامته؛ لأنهم ذكروا أن الخوف شرَّده حتى لم يقرّ به قرار، ولا تلقته دار، وزاد خوفه على خوف الخائفين، وهربه على هرب الهاربين، فإذاً مثالهم لايلائم ممثولهم، لم تحمه هيبته، ولا تقره في مكان سطوته، فكيف تسكن هيبته دهما
(١) في (ب، وج): ارتكض.
(٢) في (ج): المعلوم الإمامة.
(٣) في (ج): عقلي.
(٤) في (أ): أن.
(٥) في (ب، وج): وهدم.