الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

المحسنات المعنوية

صفحة 108 - الجزء 1

  (٢/ ٤٢٩) والأولى: إما ألّا يظهر لها في العادة علة؛ كقوله⁣(⁣١) [من الكامل]:

  لم يحك نائلك السّحاب وإنّما ... حمّت به فصبيبها الرّخصاء

  أو يظهر لها علة غير المذكورة؛ كقوله⁣(⁣٢) [من الرمل]:

  ما به قتل أعاديه ولكن ... يتّقى إخلاف ما ترجو الذّئاب

  فإنّ قتل الأعداء في العادة لدفع مضرّتهم، لا لما ذكره.

  (٢/ ٤٣١) والثانية: إما ممكنة؛ كقوله [من البسيط]:

  يا واشيا حسنت فينا إساءته ... نجّى حذارك إنساني من الغرق⁣(⁣٣)

  فإنّ استحسان إساءة الواشي ممكن؛ لكن لمّا خالف الناس فيه، عقّبه بأنّ حذاره منه نجّى إنسانه من الغرق في الدموع.

  (٢/ ٤٣٢) أو غير ممكنة؛ كقوله [من البسيط]:

  لو لم تكن نيّة الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق

  وألحق به ما يبنى على الشك؛ كقوله⁣(⁣٤) [من الطويل]:

  كأنّ السّحاب الغرّ غيّبن تحتها ... حبيبا فما ترقأ لهنّ مدامع

التفريع

  (٢/ ٤٣٤) ومنه: التفريع؛ وهو أن يثبت لمتعلّق أمر حكم بعد إثباته لمتعلّق له آخر؛ كقوله⁣(⁣٥) [من البسيط]:

  أحلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفى من الكلب

  * * *


(١) البيت للمتنى. الرخصاء: عرق الحمى.

(٢) البيت للمتنبى، شرح ديوانه ١/ ١٤٤، والأسرار ص ٣٣٧، والإشارات ص ٢٨١.

(٣) البيت لمسلم بن الوليد، ديوانه ص ٣٢٨، الطراز ٣/ ١٤٠، والمصباح ص ٢٤١.

(٤) لأبى تمام. ديوانه ص ٤٢٥، والإيضاح ص ٥٢٣، والمصباح ص ٢٤٢.

(٥) البيت للكميت، الإيضاح ص ٥٢٣، والطراز ٣/ ١٣٥، والمصباح ٢٣٨.