الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الحقيقة والمجاز

صفحة 91 - الجزء 1

  هي الشّمس مسكنها في السّماء ... فعزّ الفؤاد عزاء جميلا

  فلن تستطيع إليها الصّعودا ... ولن تستطيع إليك النّزولا

  فمع جحده⁣(⁣١) أولى.

المجاز المركّب

  (٢/ ٢٩٢) وأما المركّب: فهو اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلّى تشبيه التمثيل؛ للمبالغة؛ كما يقال للمتردّد في أمر: «إنّى أراك تقدّم رجلا، وتؤخّر أخرى»، وهذا التمثيل على سبيل الاستعارة، وقد يسمّى التمثيل مطلقا، ومتى فشا استعماله كذلك، سمّى مثلا؛ ولهذا لا تغيّر الأمثال.

[فصل]⁣(⁣٢) (٢/ ٢٩٩) قد يضمر التشبيه في النفس

  ؛ فلا يصرّح بشيء من أركانه سوى المشبّه، ويدلّ عليه: بأن يثبت للمشبّه أمر يختصّ بالمشبّه به، فيسمّى التشبيه استعارة بالكناية، أو مكنيّا عنها، وإثبات ذلك الأمر للمشبّه استعارة تخييلية؛ كما في قول الهذليّ⁣(⁣٣) [من الكامل]:

  وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

  (٢/ ٣٠١) شبّه المنيّة بالسبع في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة، من غير تفرقة بين نفّاع وضرّار، فأثبت لها الأظفار التي لا يحمل ذلك فيه بدونها، وكما في قول الآخر⁣(⁣٤):

  ولئن نطقت بشكر برّك مفصحا ... فلسان حالي بالشّكاية أنطق


(١) أي المشبه.

(٢) في بيان الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية.

(٣) أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ٢٢٨، والهذلي هو أبو ذؤيب، خويلد بن خالد بن محرث شاعر مخضرم، والبيت من قصيدة له يرثى فيها بنيه، وقد هلكوا في عام واحد، مطلعها:

أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع

(٤) البيت لمحمد بن عبد اللّه العتبى، وقيل: لأبى النضر بن عبد الجبار، أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ٢٢٨.