الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

وأما تعريفه

صفحة 329 - الجزء 1

  عجبت لمسراها وأنّى تخلّصت ... إلىّ وباب السّجن دونى مغلق

  ألّمت فحيّت ثمّ قامت فودّعت ... فلمّا تولّت كادت النفس تزهق⁣(⁣١)

  ولا يريبك تذكير مصعد؛ لأنه للفظ هواي فإنه أخصر من التي أهواها، واسمه لا ينفع المخاطب، وليس مقام الإشارة والضمير والاختصار مطلوب لضيق المقام وفرط السآمة لكونه في السجن والمحبوب على الرحيل، ويمكن أن يقال:

  الداعي إلى الإضافة استلذاذ إضافة الهواى إلى نفسه (مع الرّكب) اسم جمع للراكب (اليمانين) أي: جمع يمان مغير يمنى بتخفيف الياء وتعويض الألف عنه وحذف الياء المخففة لالتقاء الساكنين بعد حذف حركة الياء لموجبه (مصعد) مبعد ذاهب في الأرض، تمامه: (جنيب وجثمانى بمكة موثق)⁣(⁣٢)، والجنيب:

  المحبوب المستتبع، ولفظ البيت خبر، ومعناه تحزن وتأسف إما على البعد الجثمانى أو على مفارقة الروح من الجثمان (أو لتضمنها تعظيما لشأن) أي أمر (المضاف إليه أو المضاف أو غيرهما) وأمثلة الثلاث على ترتيبها (كقولك عبدي حضر) إذا كان العبد ذا شأن والألطف عبدي عندي (أو عبد السلطان ركب) عبد السلطان عندي (أو) لتضمنها (تحقيرا) على أحد الوجوه الثلاثة (نحو ولد الحجام حاضر) مثل لتحقير المضاف واستخراج المثالين الآخرين سهل، ومن دواعي الإضافة تضمنها اعتبارا لطيفا مجازيا، وهو جعل أدنى ملابسة تامة تستدعيها الإضافة نحو كوكب الخرقاء، وهل هي مجاز لغوى أو حكمي؟ اختلف كلام الشارح المحقق فيه، ورد السيد السند كونه مجازا حكميا بأنه ليس فيه نقل الإضافة من محل إلى محل لملابسة بينهما بل هو استعارة الهيئة الإضافية من الملابسة الكاملة لأدنى ملابسة لمضاهاتها إياها، وفيه أن تحقق حقيقة المجاز الحكمي أو ظهورها غير لازم كما عرفت، فيجوز أن تكون الإضافة منقولة عن محل وهمى


(١) البيتان لجعفر بن علبة الحارثي، والمعنى: أنه تعجب من سيرها على عادة الشعراء في وصف الخيال.

انظر البيتين في الأغاني (١٣/ ٤٨، ٤٩)، وعروس الأفراح.

(٢) البيت في معاهد التنصيص (١/ ١٢٠)، التبيان للطيبي (١/ ١٦٣)، المفتاح (٩٩)، وبلا نسبة في تاج العروس (١٢/ ١٨٢، شعر)، شرح عقود الجمان (١/ ٦٤).

وجعفر بن علية الحارثي (شاعر مقل من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية)، وكان مسجونا بمكة في جناية، فزارته محبوبته مع ركب من قومها، فلما رحلت قال فيها ذلك. [الإيضاح ص ٥١ بتحقيقنا].