الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

أحوال متعلقات الفعل

صفحة 44 - الجزء 1

  وإلا⁣(⁣١) وجب التقدير بحسب القرائن.

  (١/ ٥١٨) ثم الحذف: إمّا للبيان بعد الإبهام - كما في فعل المشيئة - ما لم يكن تعلقه به غريبا؛ نحو: {فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ}⁣(⁣٢) بخلاف نحو [من الطويل]:

  ولو شئت أن أبكى دما لبكيته * ...

  وأما قوله⁣(⁣٣) [من الطويل]:

  ولم يبق منّى الشّوق غير تفكّرى ... فلو شئت أن أبكى بكيت تفكّرا

  فليس منه؛ لأنّ المراد بالأول البكاء الحقيقىّ.

  (١/ ٥٢٠) وإمّا لدفع توهّم إرادة غير المراد ابتداء؛ كقوله⁣(⁣٤) [من الطويل]:

  وكم ذدت عنّى من تحامل حادث ... وسورة أيّام حزرن إلى العظم!

  إذ لو ذكر اللحم، لربّما توهّم قبل ذكر ما بعده أن الحزّ لم ينته إلى العظم.

  (١/ ٥٢١) وإما لأنه أريد ذكره ثانيا على وجه يتضمّن إيقاع الفعل على صريح لفظه؛ إظهارا لكمال العناية بوقوعه⁣(⁣٥) عليه⁣(⁣٦)؛ كقوله⁣(⁣٧) [من الخفيف]:

  قد طلبنا فلم نجد لك في السّؤ ... دد والمجد والمكارم مثلا

  ويجوز أن يكون السبب ترك مواجهة الممدوح بطلب مثل له.

  (١/ ٥٢٢) وإمّا للتعميم مع الاختصار؛ كقولك: قد كان منك ما يؤلم، أي: كلّ أحد؛ وعليه: {وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ}⁣(⁣٨).


(١) أي وإن لم يكن الغرض عند عدم ذكر المفعول المتعدى المسند إلى فاعله إثباته لفاعله أو نفيه عنه مطلقا بل قصد تعلقه بمفعول غير مذكور.

(٢) الأنعام: ١٤٩.

(٣) هو للجوهري من شعراء الصاحب بن عباد.

(٤) البيت للبحترى، أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ٨٢.

(٥) أي الفعل الثاني.

(٦) أي على المفعول.

(٧) البيت للبحترى التخريج السابق.

(٨) يونس: ٢٥.