الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

أحوال متعلقات الفعل

صفحة 70 - الجزء 1

  بدونها؛ كزيادة المبالغة في قولها [من البسيط]:

  وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار⁣(⁣١)

  وتحقيق التشبيه في قوله⁣(⁣٢) [من الطويل]:

  كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الّذى لم يثقّب

  وقيل: لا يختصّ بالشعر؛ ومثّل بقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ}⁣(⁣٣).

  (٢/ ٩٠) وإما بالتذييل؛ وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها للتأكيد، وهو ضربان:

  ضرب لم يخرّج مخرج المثل؛ نحو: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ}⁣(⁣٤) على وجه.

  وضرب أخرج مخرج المثل؛ نحو: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}⁣(⁣٥)

  وهو - أيضا - إمّا لتأكيد منطوق؛ كهذه الآية. وإما لتأكيد مفهوم؛ كقوله [من الطويل]:

  ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث أىّ الرّجال المهذّب⁣(⁣٦)

  (٢/ ٩٢) وإما بالتكميل، ويسمى الاحتراس - أيضا - وهو أن يؤتى في كلام


(١) البيت للخنساء ديوانها ص ٨٠ ويروى: أغر أبلج تأتم الهداة به، والمصباح ص ٢٣٠.

(٢) البيت لامرئ القيس ديوانه ص ٢١٧، والإيضاح ص ٣٠٦. والجزع: الخرز اليماني الذي فيه سواد وبياض.

(٣) يس: ٢١.

(٤) سبأ: ١٧.

(٥) الإسراء: ٨١.

(٦) البيت للنابغة ديوانه ص ٦٦، أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٦٠، وهو من قصيدة يعتذر فيها للنعمان بن المنذر ويمدحه مطلعها:

أتاني - أبيت اللعن - أنك لمتنى ... وتلك التي أهتم منها وأنصب

الشعث: التفرق وذميم الخصال.