الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الأول علم المعاني

صفحة 72 - الجزء 1

  (٢/ ١٠٠) وإما⁣(⁣١) بغير ذلك؛ كقوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ}⁣(⁣٢)؛ فإنه لو اختصر، لم يذكر:

  {وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} لأن إيمانهم لا ينكره من يثبتهم، وحسّن ذكره إظهار شرف الإيمان؛ ترغيبا فيه.

  (٢/ ١٠١) واعلم: أنه قد يوصف الكلام بالإيجاز والإطناب باعتبار كثرة حروفه وقلّتها، بالنسبة إلى كلام آخر مساو له في أصل المعنى؛ كقوله [من الطويل]:

  يصدّ عن الدّنيا إذا عنّ سؤدد ... ولو برزت في زىّ عذراء ناهد⁣(⁣٣)

  وقوله [من الطويل]:

  ولست بنظّار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر⁣(⁣٤)

  ويقرب منه قوله تعالى: {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ}⁣(⁣٥) وقول الحماسى [من الطويل]:

  وننكر إن شئنا على النّاس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول⁣(⁣٦)


(١) وقوله: «وإما بغير ذلك» عطف على قوله: «إما بالإيضاح بعد الإبهام» في أول حديث المصنف عن الإطناب.

(٢) غافر: ٧.

(٣) البيت لأبى تمام.

(٤) البيت لأبى سعيد المخزومي.

(٥) الأنبياء: ٢٣.

(٦) البيت للسموأل اليهودي.