* نقديا
ه - اختلاف الشعراء في وصف أمر ما:
  يذكر العباسي هنا مذاهب شعراء في حديثهم عن موضوع أو لون أو أمر ما، هذه الاختلافات في طريقة الوصف هي من مقاييس العباسي ومواصفاته، فالموضوع واحد وانما رؤية العباسي لطريقة التعبير هي المحددة لذلك. ومن هذه: قال: «وقد تفنن الشعراء في بكاء الدم وتشعبت مسالكهم في إيراده»(١).
و - قصص ومجالس أدبية تصدر فيها أحكاما نقدية:
  يذكر العباسي ضمن شواهد علم المعاني قصصا تبين بوضوح الذوق النقدي الذاتي عند قدماء العرب كما يورد قصصا لمحاكمات نقدية وآراء أشخاص حول شعراء هذه الآراء تفضل أحد الشعراء على الآخر حسبما يراه ذوقه الخاص، كما نجد إشارات لمجالس أدبية في حضرة الخلفاء والأمراء تولد هذه المجالس قصصا وأخبارا نقدية. ومن ذلك: قصة اجتماع أبى نواس والعباس بن الأحنف في مجلس «فقام العباس في حاجة فسئل أبو نواس عن رأيه فيه وفي شعره فقال: لهو أرق من الوهم وأنفذ من الفهم وأمضى من السهم ... ثم عاد العباسي وقام أبو نواس فسئل العباس عنه وعن رأيه فيه وفي شعره فقال: انه لأقر للعين من وصل بعد هجر، ووفاء بعد غدر، وإنجاز وعد بعد يأس ...»(٢).
(١) معاهد التنصيص ١: ٢٤٦.
(٢) المصدر السابق ١: ٨٩.
(*) اسمها أم جندب.