[أ.] رابعا: شواهد علم البديع:
  في مجالس الخلفاء أو غيرهم من محاكمات ومفاضلات واستحسانات، وسؤال منهم لأفضل وأشعر الأبيات.
  يقول العباسي: «يحكى أن أبا جعفر المنصور سال أبا دلامة عن أشعر بيت قالته العرب في المقابلة، فقال: بيت يلعب به الصبيان، قال: وما هو على ذاك؟ قال: قول الشاعر وأنشده البيت:
  · ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل(١)
  ٥ - الموازنة بين شعراء أو أبيات شعر، ومن شواهد ذلك قول العباسي:
  وحدث محمد بن أنس السلامي الأسدي، قال: سئل معاذ الهراء:
  من أشعر الناس؟ قال: من الجاهليين أم من الاسلاميين؟ قالوا بل من الجاهليين؟ قال: امرؤ القيس وزهير وعبيد بن الأبرص، قالوا:
  فمن الإسلاميين؟ قال: الفرزدق وجرير والأخطل والراعي، فقيل له: يا أبا محمد، ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت. قال: ذاك أشعر الأولين والآخرين»(٢).
  ٦ - تفضيل واستحسان أبيات شعر: حيث يقوم العباسي بالحكم على شواهد القاعدة البلاغية تارة بالاستحسان والتفضيل وأخرى بالذم والتقصير فنراه يقول: ما أبدع، وما ألطف، وما أحسن، وما أفضل، وقد أحسن، وقد قصر - وهذه الأحكام كثيرة نذكر مثالا عليها:
  عند ذكر شواهد البكاء على الشباب: «وبديع أيضا قول حسن بن النقيب ¦ - من الكامل:
(١) المصدر السابق ٢: ٢٠٧ وانظر كذلك ٢: ٢٠٤ وج ٣: ٢٨ - ١٠٢.
(٢) المصدر نفسه ٣: ٩٤، وانظر ٣: ٨١ وانظر كذلك ٢: ٢٠٧ - ٢٨٥.