4 - مماثلة المأخوذ للمأخوذ منه
  صاحب طرابلس الشام وكان قد خرج إلى أسد فهاجمه عن فريسته فوثب على كفل فرسه وأعجل عن استلال سيفه فضربه بسوطه وخرج إلى آخر فهرب منه ... والشاهد فيهما: كون المأخوذ دون المأخوذ منه في البلاغة وهذا الأخذ مذموم مردود لفوات الفضيلة، وعدم الفائدة»(١).
  هكذا يظهر لنا العباسي هذا اللون البلاغي يذكر الشاهد فيشرحه ويبين موطن تقصير الأخذ ثم يذكر العديد من الشواهد البلاغية ويربطها بالقاعدة شرحا.
  والعباسي هنا يبرز لنا فنا بلاغيا ذكره القزويني دون شرح أو توضيح في سياق حديثه عن أقسام السرقة الظاهرة(٢).
٤ - مماثلة المأخوذ للمأخوذ منه
  وفي هذا الفن البلاغي يذكر العباسي الشاهد ويبرز فيه موطن هذا المصطلح معلقا لمعنى المماثلة ولفضل الأول. يقول العباسي:
  · لو حار مرتاد المنية لم يجد ... إلا الفراق على النفوس دليلا
  · لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبيلا
  «البيت الأول لأبي تمام من قصيدة من - الكامل - يمدح بها نوح بين عمرو السكسكي، والبيت الثاني لأبي الطيب المتنبي من قصيدة من - البسيط - يمدح بها سعيد بن كلاب الطائي ... والشاهد فيهما:
  مماثلة المأخوذ للمأخوذ منه، فيكون أبعد من الذم والفضل للأول إن
(١) معاهد التنصيص ٤: ٢٦.
(٢) انظر التلخيص ص ٤١٢.