[نموذج من الملاحظات والإشارات النقدية في السرقات]
  ٣ - «وحدث محجن الخزاعي قال: كان معاوية يفضل مزينة في الشعر ويقول: كان اشعر الجاهلية منهم وهو زهير، وكان أشعر أهل الإسلام منهم وهو كعب ومعن بن أوس»(١).
  ٤ - «حدث عبد الملك بن هشام قال: قال عبد الملك بن مروان يوما وعنده عدّة من أهل بيته وولده: ليقل كل واحد منكم أحسن شعر سمع به فذكروا لامريء القيس والأعشى وطرفة، فأكثروا حتى أتوا على محاسن ما قالوا، فقال عبد الملك: أشعرهم واللّه الذي يقول: «من الطويل»:
  وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ... بحلمي عنه، وهو ليس له حلم ...»(٢)
  ٥ - «وحدث أبو بكر ابن هارون بن عبد اللّه المهلبي، قال: كنا في حلقة دعبل الشاعر، فجرى ذكر أبي تمام، فقال دعبل: كان ينبع معاني فيأخذها، فقال له رجل في مجلسه، ما من ذاك أعزك اللّه؟ فقال:
  قلت من الطويل:
  وإن امرأ أسدى إليّ بشافع ... إليه ويرجو الشكر مني لأحمق
  فأخذه أبو تمام فقال - من الكامل -:
  وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله
  فقال الرجل: أحسن واللّه، فقال دعبل: كذبت واللّه، قبحك اللّه، قال الرجل: ان كان سبقك بهذا المعنى وتبعته فما أحسنت، وان
(١) المصدر نفسه ٤: ١٨.
(٢) المصدر نفسه ٤: ٢١.